الجمعة، 27 يناير 2012

الحمار الوحش




كان حمار وجمل يعيشان مع صاحبهما, وكان صاحبهما لا 

يرحمهما ... فكر الحمار, وقال للجمل : حتى متى يظل صاحبنا

يكلفنا بالأحمال الثقيلة, ويعاملنا بقسوة, ولا يدرك أننا 

مخلوقات تحس وتتعب؟ 

قال الجمل : وماذا يمكن أن نفعل؟

قال الحمار : عندي فكره .. عندما يضع صاحبنا على ظهرنا

الأحمال, سنتظاهر أننا أننا ضعفنا من حمل الأثقال, ونرفض أن

نتحرك مهما ضربنا. وبهذا ييأس منا, ويتركنا فنهرب منه.

وافق الجمل على فكرة الحمار, واتفق معه على أن ينفذاها.

وفي صباح اليوم التالي, وضع الرجل على الحمار أثقالاً, ووضع

على الجمل أثقالاً, وسار بهما. 

وأثناء سيرهما توقف الحمار والجمل, وتظاهرا أنهما لم يعودا

يستطيعان المشي, فغضب الرجل, وانهال على الجمل ضرباً, 

فخاف الجمل من الضرب, وتحرك بالأحمال الثقيلة.

أما الحمار فقد رفض تماماً أن يتحرك, وظل الرجل يضربه, حتى

وقع على الأرض, فخاف الرجل أن يموت الحمار, وأخذ الحمل الذي

على ظهر الحمار, ووضعه على ظهر الجمل, وواصل سيره.

ما أن ابتعد الرجل والجمل, حتى قام الحمار, وأسرع بالهروب إلى الغابة.

وبينما الحمار يأكل من العشب في الغابة فوجئ بالنمر وهو يحاول الهجوم

عليه. فكر الحمار, ثم قال: لو خفت من النمر سيأكلني.

أحسن شيء أن أواجه النمر بقوه؛ حتى يخاف مني ويهرب.

ورفع الحمار رجليه الأماميتين, وخبط بهما على الأرض, وفتح

فمه واسعاً, ونهق بقوه.

لما سمع النمر صوت الحمار, خاف و فر هرباً.

ورأى النسر النمر يجري مفزوعاً, فسأله, فقال النمر : هناك وحش

في الغابة .. فسخر النسر من كلام النمر, وذهب ليرى ذلك الوحش.

لما رأى الحمار النسر قادماً نحوه, نام على الأرض, وتظاهر بالموت.

نزل النسر فوق الحمار, وأخذ يسير على جسده وهو يفكر في أن 

يكذب على النمر, ويقول أنه قضى على الوحش.

لكن الحمار فجأة أمسك بالنسر بقوه, فحاول النسر أن يفلت 

منه, فتطاير كثير من ريشه, حتى نجا أخيراً من الحمار, فطار

مبتعداً وهو يصيح بالنمر : اهرب من هنا .. اهرب وإلا حطمك 

هذا الوحش المرعب.

ففر النمر, وعاش الحمار في الغابة, وكل الحيوانات تحكي عن 

الحمار الوحش, والذي ضحك على النمر والنسر بذكائه.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق