ما هي المناخوليا التي هي على لسان العوام؟
المالِيخُوليا - وقِيلَ: مالِنْخُولِيَا، وقِيلَ: المالِنْخُولْيَا، معرب -: هُوَ فساد وتشوش الفكر، وسوء الظن إلَى الفساد، وميل إلَى الخوف مِن غير مخيف، وَهُوَ الوَسْواسُ السَّوْدَاوِيُّ، وقِيلَ: ضَرْبٌ مِن الجُنُونِ وَهُوَ أَنْ يَحْدًثَ بالإنسانِ أَفْكار رَدِيئَةٌ، وَيغْلِبَه الحُزْنُ والخَوْفُ، وربَّما صَرَخَ ونَطَقَ بِتِلْكَ الأفْكَارِ وخَلَط فِي كَلاَمِهِ، وقِيلَ: هُوَ داء عقلي ونفسي، مِن أعراضه: الكآبة، وتغلب الغم والحزن، والميل إلَى التشاؤم، ويكون المصاب واجمًا ساهمًا مُنْعَزِلًا، يقوم بحركات غير طبيعية أحيانًا، ويتكلم مَعَ نفسه، أوْ يتكلم مَعَ غيره كلامًا غير مترابط، وغير معقول، مما يدل عَلَى عدم السيطرة عَلَى تفكيره، ويبتدئ بسرعة الغضب، وحب الخلوة والسَّهَرِ؛ فإذا استحكم قويت هَذِهِ الأعراض، وقيل: المالِيخُوليا: ضَرْبٌ من الجنون، وهو أن يحدث بالإنسان أفكار رديئة، فيغلبه الخوف والحزن، وربما صرع، وربما نطق بتلك الأفكار وخلط في كلامه، وهو نوعان: صفراوي وسوداوي؛ إما الصفراوي فعلامة صاحبه: كثرة الكلام والهذيان بما لا يشعر به، والإقدام على الناس بالشر، وربما ضَرَبَ إنسانًا أو رجمه، وأما السَّوْدَاوِيُّ فيكون صاحبه كالخائف الوجل، ويكون كثير الصمت والدعة والخلو بنفسه في المواضع المهجورة والمقابر ونحو ذلك مع الفكر والوسواس، ولا يقف في موضع إلا قدر ساعة، ثم يمضي ولا يدري أين يمضي، وربما بكى، وربما صرخ كالمفجوع، ونوع من المالِيخُوليا يقال له: القُطْرُب يكون صاحبه فرَّارًا من الأحياء، مُحِبًّا للخَلوة والمقابر، قليل الكلام، ويتخيل هذا الشخص أنه زجاجة تنكسر، وثبوت من ما لم يكن في الذهن؛ كتخيله من يريد قتله، ويكثر اختلاف مشيه وتقليب وجهه، ويكون جافّ البصر، على ساقيه قروح لا تندمل لرداءة أخلاطه، وكثرة ما يَعرض له من الصدمات أو لعضةِ كلب؛ لأنه يهرب من كل من رآه؛ فإذا رأى آخر فرَّ منه راجعًا، فلا يزال يعدو حَذِرًا من الناس، وسببه: سوداء مُحْتَرِقة، وأكثر عروض المالِيخُوليا للرجال وخاصة العقلاء من الناس، وعروض المالِيخُوليا للنساء أفحش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق