الأربعاء، 29 فبراير 2012

لحمُنا لا يؤكل









كانت ثمة طيور تغرد لسنوات طويلة وهي حبيسة أقفاصها، ولم يكن الصياد يهتم لآلامها وآمالها، حسبه أنه يستمتع بصوتها الشجي..

أتى ذات يوم بطائر جديد ، كان غريدا هو الآخر، لكنه من نوع مختلف. ..

كانت الطيور مستمرة في تغريدها بينما بقي الحبيس الجديد صامتا مما أثار فضول كبيرها الذي سأله في محاولة لمواساته: :

ـ ” ما بك يا أخي لا تتكلم ؟ .. ستتعود لا محالة العيش داخل قفص مثلنا إن عاجلا أم آجلا....”

أجاب الطائر الجديد في هدوء: :

ـ ” ليس هذا ما يشغل بالي، بل إنني أتساءل لماذا لا تزالون تصرون على الغناء رغم قضائكم سنوات طويلة من دون حرية ؟!! “

ـ ” إننا نحاول إسماع أصواتنا للصياد لعله يشفق علينا ويطلق سراحنا..”

وهنا ضحك الطائر الجديد ضحكة طويلة ثم أردف :

ـ ” ما أدراكم أنه يفهم لغتكم ؟.. إنه يطرب للغوكم لا غير ..اسمعوا.. لم لا تجربوا أن تَصمَتوا ؟ .. رب سكوت ابلغ من كلام، وكفانا اطمئنانا أن لحمنا لا يؤكل.. “

مر أسبوع لم يسمع فيه الصياد تغريد الطيور ..فكر في الأمر: ..

ـ ” لا شك أن مقدم الطائر الجديد هو ما جعلهم يعزفون عن الغناء.. ثم قام وأطلق سراحه...” ..

مر أسبوع آخر ولم يُسمع أي تغريد .. في الصباح قام الصياد متذمرا و أطلق سراح بقية الطيور. ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق