يحكى أن رجلا كان يعبر الغابة، فجذبه رؤية أحد القرود بها. فقام الرجل بمناداة القرد. وتفاجأ أن القرد قد استجاب فعلاً لنداءه …فقال الرجل للقرد … أن أسلاف الانسان والقرد واحد ولذلك يجب علينا ان نتعاون ونبني صداقة فيما بيننا… وبعد عدة مبادرات من الرجل للقرد استطاع فعلاً ان يبني معه نوعا من الصداقة …
وقد كان هدف الرجل من هذا كله هو ان يقتل الملل ويجد له شريكا يسايره حتى يعبر الغابة.
وبينما كانا يقطعان الغابة وفجأة قفز امامها أسد واخذ يزئر بغضب … فخاف الإثنان واخذا يركضان حتى وجدا شجرة ضخمة وكبيرة فتسلقاها معا … وقد تبعهما الأسد ، ولكنه عجز عن تسلق الشجرة فاخذ يحوم حول الشجرة ويزئر منتظرا نزولهما منها …. ولقد كان الاسد غاضبا جدا وجلس تحت الشجرة ينتظرهما… بينما كان الرجل متعلقا بغصن قوي وأما القرد فقد كان يجلس براحة كبيرة على أحد الأغصان المقابلة …
وبعد انتظار طويل شعر الأسد بالملل ، فعرض عليهما أنه إذا قدم أحدهما نفسه حتى يأكله فإنه يعد بأن يترك الآخر يرحل دون أن يلمسه …
فتشاور الرجل مع القرد … وعرض كل واحد أن يضحي بنفسه من اجل الآخر … لكنهما اتفقا بالنهاية أنهما سيعيشان معا ويموتان معا …
فخاب ظن الآسد لكنه لم يفقد اصراره … وواصل انتظار سقوط احدهما …
وكان هذا الوقت بمثابة اختبار زمني حتى يثبت كلاً من الرجل والقرد صدقهما …
وبدأ الإثنان بالشعور بالنعاس … وكان يواجهان خطر السقوط من على الشجرة في حالة غفى احدهما ولم ينتبه لنفسه… وفي النهاية اتفقا على ان يتناوبا على النوم بينما يقوم الآخر بمراقبة النائم حتى لا يسقط … فنام الرجل اولاً وسهر القرد على حراسته … ثم جاء دور القرد لينام في النصف الثاني من الليل … ولأن القرد كان متعبا جدا بسبب سهره فقد نام سريعا ….
حينها بدأ الرجل بالتفكير وقال في نفسه لو دفعته وهو نائم حتى يسقط بين أنياب ومخالب الأسد فان الأسد سيتركني اذهب دون ان يمسني كما وعد …
وفي الحال قام الرجل بتنفيذ افكاره وترجمتها الى افعال ودفع القرد الذي كان يغط بنوم عميق الى الأسفل … ولكن القرد المعتاد على هذه الأمور تمسك باحد الاغصان اثناء سقوطه وعاد الى موقعه الأول في حركة سريعة … ودون ان ينطق بكلمة واحدة عاد القرد الى النوم كما كان ، وفي الصباح وبعد ابتعاد الأسد عن الشجرة … مشى القرد مع الرجل حتى اوصله الى مكان امين …
وحين وصلا هناك … قدم القرد رجاءاً خاصاً للرجل قائلاً له " ارجوك .. لا تزعم مرة اخرى ان القرود كانوا أسلاف الإنسان " !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق